06 - 10 - 2024

كلام والسلام | الصهاينة العرب

كلام والسلام | الصهاينة العرب

ما أِشبه اليوم بالبارحة! زملن .. كان من وسائل التتار المشهورة لشن حرب نفسية على المسلمين كتابة الرسائل التهديدية الخطيرة، وإرسالها إلى ملوك وأمراء المسلمين، وكان من حماقة هؤلاء الأمراء أنهم يكشفون مثل هذه الرسائل للناس، فتحدث الرهبة من التتار، وكان التتار من الذكاء بحيث إنهم كانوا يستخدمون بعض الوصوليين والمنافقين من الأدباء المسلمين ؛ ليكتبوا لهم هذه الرسائل، وليصيغوها بالطريقة التي يفهمها المسلمون في ذلك الزمان، وبأسلوب السجع المشهور، وهذا ولا شك يصل إلى قلوب الناس أكثر من الكلام المترجم الذي قد يفهم بأكثر من صورة.

 كما أن التتار حاولوا في رسائلهم أن يخدعوا الناس بأنهم من المسلمين، وليسوا من الكفار، وأنهم يؤمنون بكتاب الله القرآن، وأن جذورهم إسلامية ، وأنهم ما جاءوا إلى هذه البلاد؛ إلا ليرفعوا ظلم ولاة المسلمين عن كاهل الشعوب البسيطة المسكينة، ومع أن بطش التتار وظلمهم قد انتشر واشتهر، إلا أن هذا الكلام كان يدخل في القلوب المريضة الخائفة المرتعبة، فيعطي لها المبرر لقبول اجتياح التتار، ويعطي لها المبرر لإلقاء السيف، ولاستقبال التتار استقبال الفاتحين المحررين ؛ بدلاً من استقبالهم كغزاة.

وكانت هذه الرسائل التترية تخالف الواقع كثيراً، ولكنها عندما تقع في يد من أحبط نفسياً وهزم داخلياً، فإنها يكون لها أثر ما بعده أثر!

واليوم ..

يتكرر نفس المشهد على أرض غزة الأبية وبيد التتار الجدد وأذنابهم من الصهاينة العرب الذين يتلونون ويتشكلون على كل لون وشكل؛ ويدسون السم فى العسل.

منهم إعلاميون ومنهم ساسة وقادة ومنهم علمانيون؛ ومنهم كثيرون ممن ينتمون لطائفة: أبجنى تجدنى ولو على أجساد ودماء الأبرياء!

وبعضهم من العلمانيين وساقطى الضمير.. يقول لك ببجاحة: ما لأهل غزة بمواجهة أعتى جيوش العالم ومن ورائه امريكا ؛ يخوضون حربا لاناقة لهم فيها ولا جمل؛ لصالخ شرذمة أتخذت من الدين مطية لأغراضها الدنية؛ وتركت شعها نهبا للدمار وسفك الدماء؛ وجلست تتخفى داخل أنفافها؛ أو فى فتادق اسطنبول أو الدوحة!

وبعضهم .. يردد مقولة المعتدى: المستشفيات تقصف لأن تحتها حماس وقادة حماس ؛ ويضع مبررا بالمجان للمجازر شبه اليومية!

وبعضهم .. يؤكد لك: الأرض أرض يهودا والسامرا منذ آلاف الستبن ؛ وأن ما يعرف بفلسطين ؛ لم يوجد يوما على هذه المساحة من الخارطة!

كلهم .. صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم؛ بعيشون بيننا ويأكلون أكلنا؛ ويشربون من دمائنا!
-----------------------------
بقلم : خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | عن الشامتين في نصر الله